وهو دائما ما نجده في الكثير من معالجتنا للكثيرمن المشاكل المختلفة وليست مشكلة التحرش الجنسي فقط .
ورغم ان التحرش الجنسي هو تعريف شامل وعام لكل انواع الانتهاكات التي تمارس تجاه البشر ذكر او انثي بوسائل مختلفة ومتعددة تتطور الي الاعتداء الجنسي الكامل ، الا انه للاسف الشديد فان قضية التحرش الجنسي في مصر ينظر لها فقط من منظور الاعتداء الجنسي الجزئي او الكلي للفتيات او السيدات في المرتبة الاولي ثم الاطفال في المرتبة الثانية .
ولو ناقشنا او تحدثنا عن الاسباب التي قد تدعو شخص ما الي ممارسة تلك الافعال الشائنة ، فلا يمكن لي ان اوافق علي حصر الاسباب في قلة التدين او البعد عن الدين والذي يحاول الكثير حصر الموضوع بداخلة كسبب رئيسي .
اذا لاحظنا في السنوات السابقة مثلا قبل ثورة يوليو او بعدها وحتي الان فانا لا اجد تطور ملحوظ في الناحية الدينية بالسلب او الايجاب قد يجعلني اعتقد ان البعد عن التدين سبب رئيسي ، بل علي العكس تماما انا اري ان مستوي التدين لم يتأثر بقدر ما تأثرت سلوكياتنا بالسلب بدرجة كبيرة جدا وانحدرت الي ادني مستوياتها .
لا اعرف احيانا اعيب علي ضيق المعيشة وعدم توافر فرص العمل وصعوبة الزواج ومتطلبات الحياه ، ولكني اراجع نفسي قائلا ومال هذا بتدني مستوي سلوكياتنا ، فاذا تم القياس بتلك الطريقة فهذا معناه ان القادرين علي المعيشة ومتطلباتها هم ناس متحضرين عاقلين يتميزون بحسن السير والسلوك والنظرة الموضوعية والعقلانية للموضوع وغياب النظرة الجنسية والتفسير السيئ للامور ، وان من هم دون ذلك المستوي وغير قادرين علي توفير متطلبات المعيشة هم ناس عكس ما سبق تماما .
وهو تفكير خاطئ فكثير من اعمال التحرش وسوء السلوك يحدث في تلك المجتمعات الراقية المتفهمة للامور اكثر مما يحدث في المجتمعات الاخري الادني في مستوي المعيشة ، ولكن المجتمعات الراقية تخفي ولا تظهر فضائحها محافظة علي الوضع الاجتماعي والوجاهة الاجتماعية ونظر المجتمع المحيط لهم ، بعكس المجتمعات الادني معيشيا ينتشر الخبر فور حدوثة سريعا وتتناقلة الالسن ويضاف عليه من البهارات ما يراد ان يضاف .
اذا فالموضوع ايضا ليس له علاقة بضيق المعيشة كما ليس له علاقة بموضوع البعد عن التدين .
الموضوع بكل اختصار شديد هو سلوكي بحت ، حيث تركنا انفسنا لانحدار السلوك واختفت الصفات الرئيسية التي امتاز بها الشارع المصري مثل الشهامة والجدعنة واحترام الغير في الطريق ، وانتشرت عكسها الندالة والخسة ومضايقة الاخرين وغيرها من الصفات والسلوكيات السيئة .
اصبح الشارع المصري يتميز بالانانية في كل تصرفاته وسلوكه العام .
تحولنا الي حيوانات تسير علي ارجل في الطريق العام لا تمييز بيننا وبين الحيوانات الحقيقة
فقدنا الكثير من احترمنا للغير وبالتالي فقدنا احترامنا لانفسنا .
اصبحنا بسبب الانانية نعطي لانفسنا المبررات في الحق وكل الحق في سلوكياتنا ، رغم اقتناعنا بالكامل من الداخل بانها خطأ ولكن اصبح لدينا اندفاعات حيوانية وشهوانية تلبية كل الاحتياجات بكل انواع الانانية دون الاعتبار للغير
التخلص من الانا والانانية وتطويع النفس والغرائز وتطوير السلوك والعودة الي اخلاقيات الشارع المصري المعروفة هي الحل في وجهة نظري .
وهو ما يدعونا الي عمل حملات توعية وعودة للسلوكيات السليمة ، مع تفعيل دور قانوني رادع لاي تصرف شائن ، فلا يمكن ان يقتصر علي بعض المحاضر وتحويل لقضايا تنظر في الكثير من الجلسات قبل ان ينطق بالحكم النهائي والذي يأتي في كثير من الاوقات في وجهة نظري مخيبا للضحية مشجعا للجاني وامثالة بتكرار الحدث او الفعل مرة اخري .
ليس عيبا الاعتراف بوجود خلل سلوكي داخل المجتمع يتوجب علاجة بكل الوسائل والسبل المتاحة ، ولكن العيب هو ترك اسباب رئيسية والتمسك باسباب ثانوية توسع من دائرة المشكلة وتكثر خيوطها واطرافها فلا نستطيع الحل ونعتمد علي المحاضرات والنظريات
No comments:
Post a Comment