كل عام وانتم احرار

كنت انوي ان اكتب في اول رمضان احتفالا باول رمضان ياتي الينا بعد ثورة 25 يناير .. متمنيا ان يكون شهر الخير والعطاء ذو نكهة جديدة هذا العام ، ولكن سرعان ما تبددت فرحتي وتلاشت بما حدث في التحرير امس من فض الاعتصام بالقوة من اجل حجة فتح الميدان ومن اجل حجة ان اصحاب المحلات واهالي المنطقة معترضين وزهقانين من منظر الميدان ومش عاجبهم ونفسهم ومني عينهم ان يعود الميدان خالي ، كأن من في الميدان عاجبهم حالهم او قعدتهم ، كأن من في الميدان يبحثون عن امتيازات ستعود بالنفع عليهم هم فقط وليس علي كافة المصريين .

منذ عصر مبارك البائد ودائما كان استخدام سلاح الاعلام الفاسد وسيلة ناجحة وفعالة في تشتيت الجماهير وعمل بلبله لديهم وجعلهم دائما متشككين فيما يحدث حولهم ، ولقد استخدم بعد الثورة المجلس العسكري والذي هو في الاساس فاسد وامتداد لحكم مبارك نفس السلاح ليقوم بتعبئة الشارع المصري ضد الثوار وعمل غسيل دماغ لهم ، تشوية كافة الرموز السياسية الموجودة في الساحة مع تلميع رموز بعينها يريدها النظام ، قذف الثوار بالاتهامات الباطلة من تمويل وفساد ، زرع الجواسيس ورجال التحريات العسكرية وسط الميدان ووسط الثوار ليقوموا بنقل مايدور داخل الميدان وبث الفتنة بين صفوف الثوار والقادمين علي الميدان ليظهروا صورة الميدان والمعتصمين في اسوأء صورة ممكنة .

ماحدث في الميدان امس هو كفر وفجر بكافة المقاييس ، كيف يحدث في اول ايام شهر رمضان المبارك الذي هو شهر الرحمة والمغفرة ، ان تقوم قوات الشرطة العسكرية بالمشاركة مع قوات الامن المركزي باقتحام الميدان بتلك الصورة الهمجية ، ضرب وقبض علي المعتصمين واهالي الشهداء ، تكسير وتحطيم للخيام والمون داخل الميدان ، اقتحام مسجد عمر مكرم وتدنيسة بالاحذية والسلاح ليقبضوا علي من احتموا بالمسجد .

الظريف في الامر اني لم اسمع صوت اي احد من الذين كانوا موجودين في جمعة 29 يوليو منادين بالشعارات الاسلامية ... لم اسمع صوت اي منهم يعلوا معترضا علي ما حدث في التحرير امس من انتهاك حرمات من كانوا في الميدان او الانتهاكات التي حدثت للمسجد وتدنيسة بالاسلحة والاحذية .. وهو ان دل علي شيء يدل ويؤكد علي انهم مجموعة غوغاء ليس لهم مبدأ او هدف يدافعون عنه غير اهدافهم الشخصية

كل عام وانتم احرار ... وميدان التحرير هو دائما ملاذ ثوار مصر وحصنهم المنيع الدائم ضد ظلم وبطش النظام ... وليست المرة الاولي التي يفض فيها اعتصام بالقوة ويضرب المعتصمين ويهانون ، وفي كل مرة نعود اقوي من الاول