Sunday, July 3

فئات الشعب .... والمنظومة الثورية

قبل الثورة وبعد الثورة انواع الشعب لم يطرأ عليها الكثير من التغيير ... لن اتكلم عن سلوكيات الشعب او العامة ولكني ساوجز باختصار نظرتي في انواع الشعب الرئيسية

النوع الاول : فئة مستسلمة تماما قبل الثورة لمدة 30 عاما للفساد والظلم والقهر ولا تحاول التغيير بل لا تعيره اي اهتمام اصلا وكل ما يهمها هو لقمة العيش وكيف تقوم بتغطية احتياجات الحياه الاساسية ، هذه الفئة وقت الثورة تحركت في يوم 28 يناير لتجاري الناس في ثورتها من اجل التغيير ، وكان مفهومها الضيق للتغيير هو سقوط النظام الحاكم وعلي رأسه الطاغية مبارك ، وبعد سقوط مبارك ورؤوس النظام لم تعطي لنفسها الفرصة للتفكير ان كانت قد حققت مرادها أم لا كاملا وعادت لتكمل نفس دورة الحياه اليومية بحثا عن الرزق وسبل العيش ، وتجدها قد تهاجمك بضراوه لو شعرت ان محاولاتك للتغير قد تتعارض مع توفير احتياجات الحياه الاساسية لها .

النوع الثاني : فئة انتهازية عديمة الضمير والمسئولية والانانية ولا يهمها سوي مصلحتها الخاصة ، وتلك الفئة موجودة قبل الثورة وبعد الثورة ولم تتغير طباعها فهي كالحرباية تغير لونها وجلدها طبقا لظروف البيئة المحيطة بها ، قبل الثورة تنافق وتداهن الحزب الوطني ورجال الحكم لانهاء مصالحها وتوفير متطلباتها الشخصية ، ينتشر بينها الفساد ولا تشعر باي نوع من تأنيب الضمير تجاه ما تقوم به ، وبعد الثورة تنافق وتداهن المجلس العسكري تارة وتنافق وتداهن الاحزاب وشباب الثورة والمتظاهرين تارة أخري ولا تجد أي حرج في ما تفعلة او تقوم به من متاجرة بالثورة .

النوع الثالث : فئة بتلعب من تحت لتحت وتستغل الفئتين السابقتين فتارة تراها تناصر المظلومين والمقهورين وتدافع عنهم ، ليس حبا فيهم او حبا في مساعدتهم .. بل من أجل ايجاد شعبية لها وسطهم اعتمادا علي جهلهم وبساطتهم وحسن نيتهم ، وتارة تراها تداهن المجلس العسكري وتتدشق بنفس ما ينادوا به من اجل الاصلاح والاستقرار وعجلة الانتاج ولا اعلم هل لتضمن تاييدهم في شيئ ما وتظهر انها الكلب الوفي المطيع .. ام لديها عقدة مما عانته في ظل النظام السابق فتحاول الا تصل بدرجة الصدام والمعاداة مع النظام الحالي الي نفس الدرجة والمستوي .

النوع الرابع : فئة واسفاه محترمة ولديها ضمير ولكن للاسف تفتقر الي خبرات القياده ... او ان من بينها من لديه من الافكار والخبرات ما قد يفيد ويعود بالنفع علي البلد ولكنه مازال يخشي الظهور ويتجنبه تماما .. فهو اما يفتقر الي الشجاعة المطلوبة ليعلن عن نفسه ويكشف عن ما لديه .... او انه يري النظام الحالي بعد الثورة مازال بنفس الفساد الذي كان عليه النظام القديم فيحاول ان يتجنب المهانة ووجع الدماغ وينأي بنفسه عن الدخول في أي مهاترات او مناقشات لا تغني او تسمن من جوع وسيكون ضررها عليه أكثر من نفع البلاد بما لديه .

مشكلتنا الحالية اننا نحاول ان نصلح من النوع الثاني او الثالث .... ونحارب فساده ونقيد خطواته .... ولكني أري بنظرتي البسيطة ان الحل في استقطاب النوع الاول بتوعيته التوعيه السليمة والنزول اليه في عقر داره لتسليحه بالمعرفة والثقافة اللازمة ليكون سندنا في الفترة القادمة مثلما كان سندنا ايام الثورة في الفترة السابقة .

ولا اريد ان اسمع من يقول ان التوعيه وتفتيح العقول ومدارك الفهم لدي تلك الفئة للمفاهيم السليمة سيأخذ الكثير من الوقت والجهد ، ليس من المنطق ان يكون استقطابهم للتضليل والتدليس اسهل من استقطابهم للحق والصواب ، ولكننا لا نحسن اختيار الطرق او الوسائل .... وعلي كل من لديه الخبرة بكيفيه التخطيط علي مراحل للتلك الفئة من الناس الا يبخل علي بلده ويكون لديه من الشجاعة ما يجعله يعلن عن نفسه وما لديه .

في تلك البلد وتلك الثورة لكل منا دوره حتي تكتمل المنظومة الثورية ونستطيع كيد واحدة فعلا ان ننهض بالبلد ... ولكن ان نكتفي بالاعتصامات والمظاهرات والوقفات الاحتجاجية او المناقشات عبر الانترنت او الندوات فهذا لا يكفي .

انا لست ضد هذا علي العكس انا اؤيدة تماما ولكني اري انه سيكون ذو تأثير اقوي واشمل اذا ما استطعنا استقطاب الفئة المستسلمة الي صفوفنا .

انا عن نفسي قد لا استطيع ان احدد ماذا استطيع ان افعل ليكون لي دور في المنظومة الثورية .... وربما الكثير مثلي كذلك .... لذا فنحن نسعي بكل شغف ولهفة الي من يكون لديه القدره علي ان يخطط ويشارك في اعادة هيكلة تلك المنظومة الثورية ويشرح ويوضح ماذا سيفعل وكيف سيفعله فيستطيع كل منا ان يجد مكانه ليكون مشاركا فعالا .

فهل من مجيب

No comments:

News