Tuesday, January 1

روح الثورة كلاكيت ثالث مرة


أيام وتأتي من جديد 25 يناير ثالثة ..
الاولي كانت 25 يناير 2011 انتفاضة شعب ضد الظلم والقهر .. طلبا للعيش والحرية والعدالة الاجتماعية .. ثورة كانت بدون قائد .. فقط اتفق الناس علي ان يثوروا وكانت أقصي أمانيهم أن يستجيب النظام .. ولم يستجب .. فكان التصعيد بالمطالبة بسقوطه وظلوا صامدين حتي سقط ( رأس النظام ) .. ولم يسقط النظام كله ..
الثانية كانت 25 يناير 2012 .. عندما وجد الناس أن الجيش الذي استلم السلطة من رأس النظام الساقط الفاسد لم يلبي طلباتهم .. وأكتشفوا ان الصورة الوردية التي رسموها لظباط الجيش وقياداته في أذهانهم لا تتعدي سوي بعض اللقطات الارشيفية من الافلام المملة والمكررة عن حرب اكتوبر التي لم يمل التليفزيون المصري من اعادتها مرارا وتكرارا
ومابين الاولي والثانية .. لم ينتبه الناس الي وجود فئة أقل ما يقال عنها أنا قذرة وتتخذ الدين ستارا لقذارتها .. تتواطئ وتتلاعب بالشعب .. وتحيك المؤامرات وتثير القلاقل حتي تستطيع ان تحصل علي السلطة في غفلة من أصحاب الثورة الحقيقيين ..
مابين الأولي والثانية انشغل الناس بكل القضايا الفرعية والجانبية التي كانت تحاك بالتآمر بين الاخوان والنظام السابق تارة .. وبين الاخوان والعسكر تارة أخري .. ما بين فساد .. وحروب شوارع ومصادمات ..وما بين فتن طائفية واشعال لأزمات بين أبناء الوطن الواحد
انشغل الناس بالبحث عن حلول لمؤامرات الاخوان ضد الشعب ولقمة عيشه .. ضد الثورة ومحاولات افسادها .. ولم ينتبهوا ان كل هذا كان يتم حتي يتمكنوا من السلطة
اعتمد الاخوان علي اثارة المشاكل الداخلية .. وعقد الاتفاقات المشبوهة الداخلية والخارجية حتي يصلوا لما يريدون
وهاهم وصلوا .. ماذا فعلوا .. !!
لم يفعلوا شئ سوي زيادة الفساد .. والسيطرة علي السلطات المختلفة
لم يفعلوا شئ سوي العبث بالنظام الاقتصادي والاجتماعي والامني للبلاد ( صحيح تلك الانظمة كانت شبة مدمرة في عهد مبارك .. لكن الحمد الله الاخوان يقومون باللازم ليكملوا مهمة مبارك بتدميرها تماما )
لم يفعل الاخوان شيء سوي تشوية الدين بكل الوسائل والطرق .. حتي أني أصبحت ألتمس العذر في بعض الاحيان لبعض الدول الغربية عندما يصفون المسلمين بالارهابيين .. فهم معذورين .. أنا شخصيا مذهول مما يفعلوه بالدين .. فما بالكم بالذي يجهل هذا الدين من الاساس
الاخوان لا يؤثر فيهم ما يحدث في البلد من تدمير للاقتصاد .. فهم لديهم اقتصادهم الخاص ومواردهم الخاصة ( التي يصروا علي عدم الكشف عنها أو اخضاعها لأي نوع من أنواع الرقابة أو الفحص في الوقت الذي يلزموا فيه باقي الجمعيات والمؤسسات بالافصاح عن مواردهم وتمويلاتهم )
الاخوان لديهم من الموارد والمعونات التي تقدم لاعضائهم والمنتمين أليهم فلن يعانوا مثلما يعاني باقي المصريين
الاخوان لديهم من السلاح والقدرة علي استخدامه ضد الشعب الاعزل ( وخير دليل ما حدث في الاتحادية والاسكندرية وبعض المحافظات الاخري ) وموقعة الجمل ليست ببعيدة .. ومن يقول لي أن الاخوان غير متورطين في موقعة الجمل أو الاحداث التالية فهو ساذج أو ابله .. أو الاثنين معا
الاخوان يمتلكون كل هذا .. ولكنهم يفتقدون الي شيئ مهم جدا .. وهو الاصرار والايمان الذي يتسم به الثوار ..
هذا الاصرار والايمان الذي رغم كل ما ذكرت فانه ما جعلنا صامدون حتي الان في وجههم .. وسنظل صامدين حتي يرحلوا ومعهم كل غبائهم وخرابهم
بعد أيام سنستقبل 25 يناير 2013 .. أنها الأمل الباقي لنا حتي نكمل الثورة ونحقق اهدافها ..
أنها الأمل الباقي حتي نأتي بحق الشهداء كما وعدناهم ..
مايحدث من الحشد المضاد لهذا اليوم من الان في اعلام الاخوان وتصريحاتهم هو خير دليل علي أنهم يعلمون الي أين يقودون مصر .. ويخافون من أن يستيقظ الشعب ليسقطهم كما أسقط مبارك
مايحدث من الحشد المضاد من اعلام الاخوان وتصريحاتهم هو أكبر دليل علي أننا في الطريق السليم وان الثورة مستمرة .. وأنهم قلقون أشد القلق من أن ينقلب السحر علي الساحر
لن نقبل بالهزيمة .. لن نقبل بالانكسار .. ليست شعارات جوفاء .. أو مجرد كلام مرسل يكتب علي التويتر او في التدوينات ..
أنها شعور واحساس حقيقي لكل من شارك ولو بالبسيط في أحداث تلك الثورة
أنها شعور كل من شاهد الدم الطاهر الذي سال .. كل من عرف احد الشهداء او رأهم من بعيد وشاهدهم وهم يسقطون .. او عرف بسقوطهم .. ويعرف بكل ثقة ان كل ما كان يشاع عنهم من البلطجة والاجندات أنه كذب وافتراء وأنهم من اطهر وأنقي شباب مصر
أنها شعور كل من أصيب في الاحداث ولن يتنازل عن حقه
انه ببساطة شعور كل من كان يحلم بوطن أفضل ووجد بكل بساطة أن الحلم مازال لم يتحقق .. وان الموجودين في السلطة .. يدمرون كل بادرة أمل قد تسمح بحدوثه او تحقيقه
يوم 25 يناير 2013 .. انه اليوم الذي لابد أن نستعد ونحشد له جميعا .. ليكون استمرارا لثورتنا .. وحفاظا علي شرعيتها وهويتها المصرية الأصيلة ..


No comments:

News