فوقوا بقة

وفجأة توالت اقوال الشهود واحد تلو الاخر .. ليكشفوا النقاب عن الاسرار الخفية في قضية مقتل المتظاهرين وكل ما حدث في الكواليس خلال فترة 18 يوم هي عمر بداية الثورة حتي تنحي مبارك ... ليعلن في النهاية المستشار احمد رفعت رفع الجلسة للنطق بالحكم ..

منظر القاعة وهي ممتلئة بالكامل ولا يوجد موضع لقدم ... وكانك يوم الحشر بالظبط ... الانفاس تتلاحق ... الكل ينظر في الفراغ وكأن الوحي سينزل عليه بقرار القاضي قبل أن ينطقه ...

جمال وعيلاء داخل القفص ينظرون في الارض وتتحرك شفاهم بقراءة المعوذات والادعية ... العادلي ممسكا بشده علي المصحف في يده سيعتصره عصرا ... مبارك حاطط صباعة في مناخيرة (الفرده الثانية ) بيستكشف ايه الفرق بينها وبين الفرده الاولي .

يخرج القاضي من غرفة المداولة ... ويرزع بالبتاعة اللي قدامة 3 مرات وينطق مقولته الخالدة ... حكمت المحكمة حضوريا ببرائة المتهمين مما نسب اليهم من تهم ظلما وافترائا ... ومعاقبة الشعب المصري بالنفخ 30 عاما اخري ، وخزوقة كل من جرؤ وتطاول علي اصحاب السيادة والعزة ليلوث شرفهم الطاهر .

هو ده اللي حيحصل بالظبط لو لم نوحد صفوفنا وكلمتنا لنستكمل ثورتنا ضد الفساد والظلم والقهر ... وما اخذ بالقوة لن يسترد أبدا الا بالقوة ..

فما يحدث الان هو تلاعب بمجريات القضية ... فمازالت الشرطة فاسدة .. ومازالت النيابة فاسدة بدليل تقديمها لشهود اثبات تحولوا بقدرة قادر الي شهود نفي في القضية ... ومازالت المحاكمات العسكرية موجودة ... ومازال المجلس يرفض تعديل قوانين القهرية الموجودة .. ومازال الفساد قائم في كل مؤسسات الدولة ... ولم يلغي قانون الطوارئ .. ولم تحدد مدة زمنية لانهاء حكم العسكر ... ومازال المصريين يهانون في الدول المجاورة ولا حياه لمن تنادي .. ومازال دم جنودنا الذين اغتالتهم اسرائيل لم يجف ولم نجد اي نوع من انواع الحساب الجاد عن تلك الافعال ... ومازال المجلس يعاند في موضوع الغاز ويعلن انه سيعاود ضخة من جديد في غضون ايام بعد تعديل شرائح الاسعار ... ولم يقدم المجلس العسكري كشف حساب عن فترة الستة اشهر المنتهية وما انجازاته فيها ..

ايه محتاج اكتب كام صفحة علشان الناس تفهم ان كل اللي بيحصل حوالينا هو عملية اغتيال صريحة وواضحة للثورة ...

فوقوا بقة ..