Monday, January 9

زمن الثورة


مايحدث الان في كثير من الدول العربية وتحديدا تونس ..مصر ..ليبيا ..وقريبا سوريا ..هو أمر طبيعي فليس من المعقول ابدا ان تتفق العقول ..فلابد أن نجد من يؤيد الثورات العربية ..ومن يقف منها موقف المحايد ..وايضا من يقف موقف المعارض ..
ثقافة تقبل الرأي والرأي الاخر أمر هام جدا لنجاح الثورات العربية
وحديثي مقصود به من يؤيد الثورة ومن يقف منها موقف المحايد .. لان من يقف موقف المعارض هم قلة في أي مكان وهم المنتفعين من الانظمة الديكتاتورية القائمة ويعتبرون نهاية سطوتهم بسقوطها
أما من يقف موقف المحايد فهو متقبل الثورة ولكن منظوره ضيق فهو لايري منها سوي ضرورة توقف الاستمرار في المطالب الثورية بحجة انهيار البلاد وانه يكفينا اننا اسقطنا رؤوس النظام وسنسقط الباقي تدريجيا ..وعفي الله عما سلف
وهؤلاء كثيرون في أي ثورة وهم العامة الذين محي النظام عقولهم وسخرهم لخدمته دون ان يشعروا فأصبحت ثمار مجهودهم كلها للنظام ولا يروا منها سوي الفتات وتعايشوا عليه وتحطمت طموحاتهم عند هذا الحد واصبحت آمالهم هو استمرار تلك الفتات ولا يطمعون في المزيد خوفا من انهيار البلاد ..فتجدهم يعارضون الاستمرارية في المطالب الثورية
أما من يؤيدون الثورة ..فهؤلاء بطبيعة الحال سنجدهم قلة في أي ثورة لانهم من أخذوا علي عاتقهم الطابع الانتحاري  وتكرست حياتهم من أجل اسعاد الشعوب ..وانضم لهم الكثير من المفكرين والمثقفين باعمار مختلفة ليكملوا مسيرة الشرارة الاولي
والثقافة او العلم هنا ليس بالشهادة او الدرجة العلمية بقدر ما هي ثقافة الحياة والعقلية المتفتحة لتقبل الثقافات المختلفة والتعلم منها والنظرة الايجابية للمستقبل
هذه الفئة تحديدا لا يعتبرون انفسهم قادة ..بقدر ما يحاربون بشده من اجل ما قاموا به وخاصة بعدما بدأ يجني ثماره
التقاء الثقافتين بين فئة مؤيدي الثورة وبين الفئة المحايدة للوصول الي تحقيق المطالب الثورية بدون ذعر للطبقة المحايدة هو النجاح المطلوب للثورة ..والا سنجد الفئة لمعارضة والتي تلعب علي اوتار الذعر والانهيار هي الاقرب للفئة
المحايدة وسيكون اتحادهم معا عودة للديكتاتوريات السابقة
الامر لن ينتهي في يوم وليلة فهذه ثورة وليست مبارة كرة قدم معروف مسبقا وقت بدايتها ونهايتها
ومتوقف مدتها علي مدي صبر وحنكة مؤيدي الثورة في التعامل مع معارضيها للحصول علي رضا الفئة المحايدة
الثورة ليس لها نهاية ولكن تحقيق اهدافها سيجعلها تذوب تدريجيا داخل الزمن ومشاغل الحياه وتطورها   

No comments:

News